مؤسسة الشهيدين الصدرين ترحب بكم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مؤسسة الشهيدين الصدرين ترحب بكم

نورتونا ونتمنى لكم اوقات ممتعة
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حكايات من ذاكرة الريف .. 4 طاب الجرح يا رباب!! ((حسين الهلالي))

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
علي البصراوي
مشرف قسم
علي البصراوي


ذكر
عدد الرسائل : 181
العمر : 42
الاسم المستعار : علي البصراوي
صورة شخصية : حكايات من ذاكرة الريف .. 4  طاب الجرح يا رباب!! ((حسين الهلالي)) 528088608
تاريخ التسجيل : 18/09/2008

حكايات من ذاكرة الريف .. 4  طاب الجرح يا رباب!! ((حسين الهلالي)) Empty
مُساهمةموضوع: حكايات من ذاكرة الريف .. 4 طاب الجرح يا رباب!! ((حسين الهلالي))   حكايات من ذاكرة الريف .. 4  طاب الجرح يا رباب!! ((حسين الهلالي)) Emptyالإثنين أكتوبر 20, 2008 1:53 am



كان محبوباً من قبل زملائه الطلاب وهو في مقدمتهم يعمل في الحركة الطلابية، سمع صوتاً من زميله يناديه من بين الطلاب الذين يبتعدون عنه قليلاً اقترب منه وقال له: (إن إدارة الكلية تريد حضورك) ذهب مسرعاً ودخل الإدارة و فوجئ بأحد أقاربه جالساً هناك وبعد ان سلم عليه وجلس بجانبه قال له الرجل:- (إن أباك يريدك هناك؟‍‍) تقدم من العميد وقال له :-(أستاذي العميد المحترم هل تسمح لي بالذهاب إلى أهلي؟)

أجاب العميد، نعم لا مانع لدينا من ذهابك الى اهلك، اذهب الى الكتاب لأجراء اللازم، وهل بكفيك اسبوعاً أم لا؟

اقترب منه قليلاً وقال :-

لا هذا يكفي أشكرك يا سيادة العميد ...

خرجا من كلية الحقوق واتجها إلى كراج السيارات استقلا السيارة التي تقلهما إلى اهليهما وسارت السيارة في طريق ترابي بعد ان قطعت أميال في الطريق المعبد حاول أن يستدرج الرجل حول ما يدور عند أهله فلم يصل إلى نتيجة ..بقى ساهماً ينظر إلى الأفق الممتد والحقول الخضراء المنطرحة على امتداده،التفت الى الرجل قائلاًًً:- (هل رابحة بخير؟

أجاب الرجل باقتضاب (ايه مابهه شي)

قال سالم (وامي وأبى والعائلة والعشيرة؟)

(كلهم بخير ويدعون لك بالصحة والعافية)

عاد ينظر الى الأفق صامتاً وبدأ تفكيره يدور في القرية و حول مضيف أبيه وأغنامهم وجمالهم وفرسه الأصيلة التي لايستغنى عنها في كل إجازاته ولكن رابحة هي أيضا أصيلة ولاتضاهيها فتاة بجمالها وحكمتها أنها كانت أذكى صفها في الابتدائية ولكن هكذا كانت عادة اهلناماان تصل الفتاة إلي الصف السادس حتى تجلس في دار أهلها، هذا في احسن الأحوال ومنهن في الصف الرابع أو الثالث ويزوجوهن، رابحة أوقفت لي لا نها ابنة عمي ونمى الحب بيننا منذو الابتدائية، اني لاافضل عليها احد من فتيات الدنيا .اخرج سيكارة من علبة السجاير وقدمها إلى الرجل ثم سحب الثانية ودخنها أوشكت الشمس على الغروب عندما وصلا إلي المدينة واستقلا سيارة إلى القرية،وصلا إلي مشارفها واقتربا منها وتناهى إلى سمعه صراخ ينبعث من داخلها التفت الى الرجل :- ما هذا الصراخ؟!

اجابه الرجل بانكسارك: (على رابحة يا سالم ..ثم بكى !)

بقى سالم صامتاً برهة من الزمن ثم صرخ صرخة عالية وهرع راكضاً باتجاه أهله استقبله الديوان وهو يستغيث وادخلوه الى داره ثم صمت ولم يتكلم بعد !!

ان رابحة هي ضحية التقاليد الصارمة والأعراف العشائرية المتعارف عليه.

فقد هاجمت إحدى العشائر عشيرة أبو سالم الذي أجار احد الرجال عدو تلك العشيرة واليوم جاءوا لطلب الثأر منه وطلبوا من أبي سالم تسليمهم الرجل وإلا القتال فرفض أبو سالم إعطائهم الدخيل واختار القتال وبدأ القتال بين المهاجمين وعشيرة أبى سالم وكانت المرأة الريفية تساعد الرجال في الحروب كما كانت في ثورة العشرين يقدمن الماء والطعام والعتاد،

ورابحة الشابة الجميلة هي المتطوعة الأولى لحمل العتاد وتقديمه إلى الرجال المدافعين عن القرية واثناء ماهية تتقدم بسرعة وعلى رأسها العتاد عاجلتها رصاصة طائشة من العدو واردتها قتيلة فى الحال!!

اشتد القتال وازاحوا العدو المهاجم بعد أن خلفوا وراءهم قتيلين

حزنت القرية على رابحة وأثرت هذه الحادثة على سالم وأصابته بصدمة قربته الى الجنون

استمرت حالته بالتدهور ولم يتحدث ابداً وطالت تلك الفترة وفي إحدى الأيام جاء بدوي مع جماله وحل ضيفاً على أبى سالم ورأى سالم في إحدى زوايا مضيف أبيه وسأل عن مرضه فقصت عليه الحكاية كلها، فأشار البدوى على أن يطلق سراحه في الجزيرة مع اثنين من أقاربه (امرأة ورجل) وينتظر النتيجة فهو ميت لربما تغيرت حياته في الصحراء وجمالية العشب، والحياة بيد الله سبحانه وتعالى،اقتنع أبو سالم بالفكرة وجهزه بناقتين وكل ما تحتاجه هذه السفرة الطويلة وجهز الرجل بالمال وبندقيتين أحدهما للصيد والأخرى سلاح شخصي جيد

انطلق الركب وسط البكاء والعويل مستذكرين أيضاً مقتل رابحة توغل الركب في الطريق المؤدية إلى الجزيرة وبعد يومين وصل إلى جزيرة البصرة وأخذ يتنقل من منطقة إلى منطقة وبقى سنتين لم تتغير حالته ولم تتحسن صحته وتتدارس الرجل مع امرأته بأن ينتقلان به الى ضفاف الأنهار والى مشارف القرى وحطوا رحالهم في أطراف إحدى القرى قرب الطريق المؤدي إلى المدرسة التي تبعد عن القرية بقليل، نصب الرجل الخيمة تساعده زوجته وقسمها إلى قسمين وقاما بترتيب الجزء الأول بفرشه بالسجاد، ثم قام بإشعال النار ووضع (مكلة) القهوة عليها وبدأ بتحميسها بحيث غطت رائحتها المكان وبعد أن اعد القهوة قدم فنجاناً إلى سالم وعندما بدأ الليل يرخي سدوله شعر الرجل بأن سالم يريد أن ينام اعد له الفراش وما هي إلا لحظات حتى غط في نوم ٍ عميق،احتسى الرجل ثلاث فناجين من القهوة ثم مسك بندقيته وبقى ساهراً حتى الصباح، وفي الصباح أعدت زوجته الطعام وقدمته لهما احتسى سالم قهوته كالعادة ورفض الطعام،لكن بذكاء الرجل وإلحاحه أكل قليلاً منه واعد الرجل هذا تطوراً في حياته ومع بدء الصباح بدأت الحركة في القرية وخرج التلاميذ منها متجهين صوب المدرسة سالكين الطريق المؤدي أليها مارين بالقرب من خيمة سالم وبعد فترة وجيزة جاء المعلمون والمعلمات إلى المدرسة ومروا بدورهم على هذه الخيمة التي انتصبت قرب الطريق،قال مدير المدرسة:-(انهم ضيوف وجيران) لابد من زيارتهم بعد الدرس الثالث رحب الجميع بالفكرة وعندما حانت فرصة الدرس الثالث جاءوا جميعا إلي جارهم جلسوا بعد أن استقبلهم الرجل وحياهم بتحيةٍ أصيلة، بقى سالم في مكانه ولم يتحرك، بعد شرب القهوة سأل مدير المدرسة الرجل :- خيراً ماذا به ابنك؟!

أجاب الرجل قائلاً:- إنها قصة طويلة،وبدأ بسرد الحكاية من بدايتها إلي مجيئهم إلى هنا، صدرت كلمات عطف وحزن عليه.

قالت رباب لايمكن أن يذهب شباب هذا الشاب سدى ما ذنبه وما ذنب حبيبته أن تلقي ذلك المصير وهو يصاب بلوثة عقلية؟ قالتها بحنو وعاطفة رفع رأسه ونظر إليها نظرة استطلاع واستغراب!ّودمدمت شفتان بشيءٍ لايفهم ! نهض الجميع مودعين الرجل ومحيين سالم بقى ينظر إليهم بشكل متواصل إلى أن دخلوا في بناية المدرسة، استغرب الرجل واسرّ زوجته من إن هذه الحالة لم تحدث عنده سابقاً،

قالت الزوجة :- الله كريم ...

كررت المعلمة رباب الزيارة الى سالم عدة مرات وعلى طول الأيام و في بداية الدوام

هوينظراليها وتتفتح كل أساريره وينهض لاستقبالها هي تشجع هذا التطور تسلم عليه وتذهب إلى المدرسة، المعلمون يسألونها السؤال التقليدي (كيف حال مريضك؟) كانت تجيبهم بأن حالته تتطور !

قالت إحدى المعلمات معلقة على ذلك بتهكم (راح اتصير رباب طبيبة ابراس هذا المسكين)

قالت معلمة أخري بخبث (احنه ما ندري بهاذي الحالة لله لعبد الله)

ردت رباب عليهن:- (اني نذرت نفسي بأن أعيد هذا الأنسان إلي حالته الأولى إنشاء الله لأنني لمست تطورفي حالته إلى الأحسن.

قالت معلمة أخرى (الله يساعدج بيه ثواب..)

أكثرت من التردد عليه في الفرص وفي الدروس الشاغرة، هو يصغي إليها بكل كيانه،أخذت تحدثه وبدأت تركز على هذه الحالة حاول أن ينطق بفتح فمه فلم يستطع، كررت اسمها والحت عليه أن يلفظه وبدأ يستجمع قواه ويتصبب جبينه عرقاً وبصعوبة بالغة لفظ الأسم،فرحت كثيرا وكذلك الرجل وزوجته،أعطته بعض الكتب التي جلبتها معها ليقرأها

تكرر هذا النشاط الذي تقوم به رباب واخذ ينطق باسمها وأسماء أخرى ... ينهض في الصباح الباكر وبعد تناول الفطور والقهوة يقف في باب الخيمة منتظراً الىان تأتي السيارة التي تنقل المعلمين وعندما يراها معهم يبتسم ويفرح ويعود الى الخيمة،هي كعادتها تتجه إليه وتجلب له الأكل الجيد،هو يرفض ذلك في بادئ الأمر لكنها تقنعه بأنها هي التي قامت بطبخه وعليه أن يأكله، يجيبها بالإيجاب .

كثر الحديث حول ذلك ..وخاصة حديث المعلمات الذي يركز على حب رباب لسالم المجنون

هي تسمع ذلك ولاتعبه به .

أوشكت السنة الدراسية على نهايتها والمدرسة في الشهر الرابع واصبح سالم سوياً تماماً يقرأ ويكتب الخواطر ويناقش رباب بالمنهج التربوي والمسائل العامة والسياسة والمرأة وتطورها وبعد اطلاعها على تفاصيل حياته وتأكدت بأنه اصبح سوياً حاورت نفسها هل يصلح زوجاً لي؟! اني احبه وهل تعود هذه الحالة إليه في المستقبل؟،لا ادري لأنني ليست طبية ..

ولكني احبه واستطيع أن اصل معه إلى النهاية !!!

جاءت إليه في احد دروسها الشاغرة وجلست قبالته وطال الحديث في أمور شتى واخيراً قال لها:- (هل تقبلين بي زوجاً لك؟!) أطرقت برأسها فترة من الزمن،نظر إليها مرتبكاً واصفر وجهه خوفاً من الرفض، لكن الإجابة جاءت بنعم مع الشروط !!

فرح فرحاً كبيرا وقال لها:- انه ذاهب إلي أهله وسوف يعود بوفد من أهله إلى أهلها لخطبتها

نهضت من الخيمة خارجة باتجاه المدرسة وعند خروجها أشار على الرجل والمرأة أن يهدا الخيمة عاجلاً للذهاب إلى أهله الذي كان بالأمس يرفض حتى الحديث عنهم، فرح الرجل وامرأته وبسرعة قاما بجمع حاجياتهم وطويا الخيمة وشداها على احد الجملين ورحل الجميع بأتجاة أهلهم، جميع من في المدرسة بدءوا ينظرون إلى الركب والتفت الجميع إلى ر باب للاستفسار عن ذلك أجابت بأنها لا تدري !!

وصل إلى أهله واستقبله الجميع بالهلاهيل والترحاب،احتضنه أبوه بحرارة واجلسه بجانبه وبدأت القبيلة تسلم عليه وبدأت الاحتفالات ونحرت الذبائح، ثم ذهب إلى أمه واحتضنها وبكى استمر فريج أبيه والقرية آلتي بجانبه بالاحتفالات اسبوعاً، بعد انقضاء الأسبوع تحدث مع ابيه

عن سبب شفائه ومن ألتي قامت بمداراته وإيصاله إلى هذه الحالة الجيدة؟!

وقال له :- (إنها المعلمة رباب الجميلة المثابرة هي التي أعادتني إلى الحياة).

قال أبوه :- (أين هي الآن لاوزنها بالذهب؟!! وهل لك رغبة به؟)

قال سالم:- (كيف لاوهي التي أنقذت حياتي)

قال أبوه :- (غداً سوف نذهب إلى أهلها في المدينة لخطبتها)

بعد أن تمت خطبتها اشترى أبو سالم داراً كبيرة لهما وامدهما بالمال الكافي واقيمت الاحتفالات في القرية انتقلت رباب إلى دارهما مع سالم في المدينة وبذلت كل ما عندها من معرفة لمداراته

اصبح سالم سعيداً مع رباب ،

قالت له يوماً:- (عليك أن تكمل دراستك في كلية الحقوق السنة القادمة لاسيما وأنك في السنة الأخيرة)

قال لها :- (كان هذا في تخطيطي أيتها الزوجة المدركة، طاب الجرح يارباب)

وخاطبها بهذا البيت الأبوذية :-

رباب أجيال بعد أجيال ربّت

ونفسهه دوم عل الطيبات ربت

اختارتني بعد تفكير ربيت

وعاد تلي الحياة اوزهت ليه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حكايات من ذاكرة الريف .. 4 طاب الجرح يا رباب!! ((حسين الهلالي))
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مؤسسة الشهيدين الصدرين ترحب بكم :: الادبية والثقافية :: قصص & روايات-
انتقل الى: